بسم الله الرحمن الرحيم

لو ألقينا نظرة متفحّصة على المجتمعات الأرقى فكريا والأكثر وعيا سنجد أنها هي المجتمعات التي يتملك فيها الأدب مكانة مرموقة في الأغلب، من ناحية الإنتاج الأدبي ومن ناحية التلقي والعناية أيضا. وسنجد أن الدول الأقوى ثقافيا وعلميا في العالم هي التي تمتلك كأساس أدبا فاعلا وقيّما. ومن هنا يتضح أيضا أن الأدب هو عملية إنتاجية تتطلب لتقويتها وتفعيلها وجود عناصر أساسية، المنتج الذي هو الكاتب، والمستهلك الذي هو القارئ، وسوق العرض الذي هو الرعاية الممثلة في ظروف وصول المنتوج الذي هو الكتاب إلى القارئ ومتابعته ومعاينته...

ويمكن القول أن المجتمع الذي لا يطلب أدبا ويعتقد أنه ليس في حاجة إليه ولا ينتج أدبا هو مجتمع ميت ثقافيا. لأن الأدب يعبر عن ثقافة، والثقافة تنتج أدبا. فثقافة المجتمع وهيوته مرتبطان بشكل كبير بالأدب الذي ينتجه هذا المجتمع، لأن الأدب يشمل تحركات هذا المجتمع، اجتماعية كانت أو اقتصادية أو سياسية أو ثقافية أو تاريخية. يتناول الأدب المجتمع بين سطوره، ينتقده، يحاوره، ويطرح الحلول أيضا. فيكون الأدب مرافقا للمجتمع في أدق تفاصيله وأعظم شؤونه. فهو يساهم في التربية وفي التوعية وفي الإرشاد وفي التواصل ويخلق فضاء لإنتاج الأفكار ومشاطرة الأحاسيس وتلقي المعارف المختلفة.
فإذا كان الأدب هو نقلا فكريا للحياة المعاشة بطرق مختلفة، فهو إذا دعوة صريحة للمجتمع لأن ينظر إلى نفسه في مريا يصنعها أدباءه.
طاب يومكم
لمتابعة "صفحات" على الفايسبوك...
توفيق باميدا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق