الاثنين، يناير 08، 2024

ارتسامات حول رواية المحارب القديم، لتوفيق باميدا

يتدفق السرد أحيانا دفعة واحدة، هو عبارة عن طاقة هائلة استجمعتها نفس السارد وهو يحكي الأحداث، لتتشكل صور وملامح رواية متكاملة العناصر والبناء، حيث تحتل فيه الشخصية المحورية وحكايتها " البؤرة" التي تتقاطع مع وحدات حكائية أخرى، لشخصيات ذات مصائر مختلفة، والتي تسمى في علم السرد بالحكاية :" الإطار"، هذا حال رواية:" المحارب القديم" للروائي المغربي توفيق باميدا، التي تتميز بقدرة صاحبها الفائقة على السرد، في بناء متدرج، يسعى إلى بناء وتشييد عالم روائي تتحقق فيه هذه العناصر، فالحكاية الأولى :" البؤرة" وهي حكاية الإبن الهارب من بطش و تسلط أبيه، إلى حكايات أخرى تتفرع عن الحدث الرئيسي، ( محاولة الهروب اليائسة من الأب المتسلط، الذئب الماكر المعارض لرغبات الولد في أكل القطيع). إلى العمل في العسكر ومغادرة المغرب والمشاركة في الحرب مع الجيش الفرنسي. "

- الكاتب والناقد الأستاذ حسين أيت باها

" في كل مرة اقرأ للاديب توفيق باميدا الا واجد مايكتب يلتصق بيدي لا افارقه الا بعد ان انهيه ،هكذا كان مع رواية المحارب القديم ،رواية بأنفاس پا بوعزة رحمه الله هكذا كنا نلقبه حارس مدرسة عائشة الصديقية بالرماني الرجل الطيب ذو الابتسامة التي لاتفارق محياه.

المحارب القديم تحكي قصة رجل قاوم بطش الاهل وتمرد على العائلة اختار الانضمام الى الجيش الفرنسي فكانت له بطولات فيه،رجل عاش الحياة كشاب وكشرت عن انيابها عنه ككهل وابتسمت له من جديد كشيخ .
لن اقول اكثر من هذا عن الرواية اترك لكم الاستمتاع بسطورها، فهي كتبت لابناء المنطقة اولا فاحداثها لاتغفل الحوامد و حارات الرماني ثم هي عن رجل لاتغفله الذاكرة الجماعية لابناء السبعينات ومابعدها، ثم هي كتبت لابناء جيل من المحاربين القدامى كابدوا الحروب و فرحوا بالانتصارات وفي الاخير عاشوا الانكسارات .
فلتنم مرتاحا في قبرك يا با بوعزة فلنا في هذه الرواية جميل ذكراك."

- الناشط الحقوقي الأستاذ العربي شفوق


" للتو انهيت القراءة الثانية لرواية" المحارب القديم"،هي سيرة روائية لطفل من دوار بوعياد الحوامد، بعد أن فزعه الذئب بافتراس عنزتي والده ،الذي سامه سوء العقاب، ضاق ذرعا بترصد الذئب المفترس، وقسوة الأب المتسلط، ركض بعيدا عن الدوار، تعرض لأهوال الغربة وهو صغير، جبال من الحزن والألم، يتجرعها كل قارئ عاطفي للفصول الاولى من الرواية، يحس فيها وكأنه هو الطفل المعني،يحس بذلك كل من خبر الهجرة والغربة، كم كان هذا الطفل صلبا ومقداما، دائم الركض خارج الدوار، الى ان واتته الفرصة والحظ في الانخراط في الجيش الفرنسي إيبان السنوات الأخيرة من استعمار المغرب ،عندما كانت فرنسا تجند أبناء المستعمرات للدفع بهم في حربها في مستعمرات الهند الصينية، أصبح طفلنا جنديا في ساحة الحرب بالفيتنام، ابلى البلاء الحسن "ابا بوعزة المنجيدي" وحاز الجوائز التقديرية عن إتقانه للرماية بالبندقية الرشاش، وافتكاكه لجندي من أسر العدو، واقدامه في معركة فاصلة، انتهت الحرب، وعاد بطلنا الى دوار بوعياد،حيث تزوج،واستقر به المقام في الاخير في مدينة الرماني حارسا في مدرسة عائشة الصديقية،لقد كان قريبا مني في مدينة الرماني، لم اتذكر ملامحه جيدا،ربما رأيته يوما يرافق أحد أبنائه الى الاعدادية، كان ابناه صديقي في الدراسة، شغفت بهذه الرواية، لأن أحداثها دارت قريبا مني، في بوعياد والحوامد والبطيمة،أماكن قريبة نفسيا ومكانيا من مسقط رأسي، انها العادات المشتركة لقبائل النجدة آنذاك، وفق كاتبنا بشكل كبير في ابداع هذه السيرة الروائية، صار بها في المنهج الذي اعتمده، أن ينقل بكل أمانة، سيرة المحارب القديم، دون أن يغفل بإضافة مسحة إبداعية على الأحداث، فعندما يصف وقائع حرب الفيتنام، تحس وكأنك تتفرج في فيلم حقيقي عن تلك الحرب، يضاهي الأفلام التي أرخت لتلك الحرب، وكأن احداثها مقتبسة منها، اعتمد لغة جزلة، تسلسل في الأحداث جيد ومشوق، وانتقال سلس بين الفصول، لولا ذلك الفصل الأول المجتزء من وسط الأحداث، ووضع في المقدمة، فصل يجعل القارئ يحس بعسر الدخول في أحداث الرواية، لأنه فصل يحكي عن معركة حربية فاصلة،خاضها بطل الرواية، وبعد مرور هذا الفصل تنفتح الرواية على فصول متسلسلة يتعاقب فيها الحزن والألم والهرب والحيرة والدهشة وركوب المجهول، والحرب والانتصار والهزيمة، والحب والأفراح والحياة الرتيبة، لا ضير في تقديم ذلك الفصل، لأنها أصبحت موضة في الرواية، وبذلك اكتسب كاتبنا ناصية الروائي المميز، وهو احتفاء مزدوج بالمجارب القديم، وبالكاتب الجديد، وهما من مجال مكاني واحد، هو ارض ازعير، يستحقان التكريم، فاسم "المحارب القديم" يجب أن تحمله إحدى مؤسسات أو شوارع قرية جمعة مول البلاد او مدينة الرماني، كما حملت مؤسسات اخرى أسماء مقاومين آخرين في مدينة الرماني ، وكاتبنا توفيق باميدا يستحق منا نحن عشاق الرواية أن نحتفي به، تقديرا لمجهوده الأدبي والفني في إماطة غبار النسيان عن أحداث ورجال كثر من ارض ازعير شاركوا في حرب "لاندوشين"، وطواهم النسيان، لا يمكن أن تتطلع لمستقبل زاهر إلا بالاحتفاء برموز الماضي، وأخذ العبرة منها، شهية طيبة لعشاق الرواية. "

- المحامي الأستاذ أحمد سلمان


" يعود توفيق باميدا مجددا لتيمة الحرب بعد قصته القصيرة "معركة" ومجموعته القصصية "عائد من الحرب"، برواية جديدة تحمل عنوان "المحارب القديم" تحكي قصة حقيقية عن شاب مغربي آثر جحيم الحرب في الهند الصينية على حياته البدوية المتسمة بالعنف الأبوي وضراوة العيش.

الرواية على قلة صفحاتها، عرضت لحياة امتدت لما يربو على سبعين سنة، نقلها الكاتب بشكل غير خطي متنقلا بسلاسة بين عدد من مراحلها دون أن يُفقد القارئ تسلسل الأحداث. فتارة نجد أنفسنا في مرحلة الطفولة، عند عهد الاستعمار، حيث تشكل الأرض وما عليها من خيرات الكنز الثمين للإنسان. فنرى الأب يمارس شتى أنواع التنكيل على طفله الذي قصّر في مهمة رعاية الخرفان حتى افترسها الذئب. وتارة أخرى نجد أنفسنا وسط أجواء حرب خاضها شبان مغاربة لا يدرون أي شيء عن حيثياتها.
الجميل في الرواية هو تفاصيلها الصغيرة. ففي لحظة سمر للجنود، نلمس لدى إحدى شخصياتها الجديدة على عالم الحرب قلقها من التسبب في القتل، مقابل شخصية أخرى قضت سنوات طوال على أرض المعركة حتى صار القتل عندها طقسا ممتعا تتشوق إليه حتى لو لم تكن القضية قضيتها.
تفصيل آخر مهم، فبعد نهاية الحرب بسنوات طوال وعودة بطل الرواية إلى وطنه وبناء حياة جديدة، نراه قد فقد كل أمل في الحصول على معاشه من الدولة الفرنسية وهو الذي خبِر هذا البلد وعرف طباع أصحابه، مقابل ابنه الشاب المنبهر بالغرب، والذي لا يتوانى عن بعث الطلبات والاستعطافات مؤمنا أن الحقوق لا تضيع عند هؤلاء.
ثم هناك الذئب، الذي تكرر غير ما مرة في الرواية، والذي أراه كرمز لكل ما يعيق الإنسان في هذه البلاد ويقف أمامه حجر عثر مذيقا إياه الويلات ودافعا إياه إلى الجحيم والتفكير في الهرب. "


- المخرج الأستاذ المهدي المحجوبي


" أنهيتُ قراءة رواية المحارب القديم للكاتب والروائي توفيق باميدا.
رواية مشوقة، لغة واصفة دقيقة، أحداث متسلسلة وواقعية، تقربنا من فترة الاستعمار، وتصف لنا بدقة أهوال الحروب وما يعيشه الجندي من خوف وخطر أثناء عمله وتهميش وإقصاء بعد إنهاء عمله.
تستحق القراءة. "

- المبدع الأستاذ أشرف قريطب




" شكرا على هذا السفر الرّائع،

"استمتعتبرحلة بوعزة (صاحب العز والعزةومعاناته مع "الذئاب" (وضعت استمتعت بين معقوفتين لأنّ جمالية النص تمنحك متعة، لكن قسوة "الذئابتجعل تلك المتعة مصحوبة بالآلام).

لكن الأهم من خلال هذا السفر مع الشخصية الرئيسية للرواية هو ما تعلمته شخصيا من بوعزة ومن هذا الخيال الرائع الذي تتمتع بهتذكرت، والصحيح، تعلمت مجموعة من القيم كالصبر والإلحاح والصدقكل هذه القيم وغيرها التي وردت في هذا النص الجميل لم تعد يا للأسف ديدان حياتنا في زمننا.

هذا العمل الإبداعي يوقظ فينا الجمال الإنساني الذي حبا به الله البشرية جمعاء في سياق لم يعد فيه للجمال معنى أمام لغة المال. "


- الأستاذ مصطفى المناصفي

معالم الكتابة الروائية في " المحارب القديم " لتوفيق باميدا

يتميز توفيق باميدا بقدرة على السرد، في بناء عوالمه الواقعية والتخييلية، وقد تشكلت هذه العوالم من ثلاث حكايات؛ الحكاية الأولى تتحدث عن الابن ...